أعمال يسيرة وأجور كثيرة1
أعمال يسيرة وأجور كثيرة1
إذا كنت في السيارة وقرب وقت الصلاة أو أذَّن المؤذن ولم تكن مرتبطاً بأذان أو إمامة أو بشغل يضر تأخيره فبادر بالنزول عند أقرب مسجد وإياك وتلبيس إبليس بالاستمرار في السير والصلاة في مسجد ثان فربما تستمر في السير بدعوى إدراك المسجد الثالث وهكذا إلى قرب وقت الإقامة أو قد يشرع في الصلاة, هذا إذا لم يقع طارئ في الطريق من زحام وغيره يفوت عليك بعض الصلاة أو كلَّها فإذا لم يقدر الشيطان على تفويت الصلاة كلها عليك فإنه يفوّت عليك بعضها فان لم يفوت عليك شيء من ركعات الصلاة فانه يفوت عليك كثيراً من الفضائل التي تدرك بالتبكير إلى المسجد وهذا التلبيس من الشيطان هو العقبة السادسة من العقبات السبع التي يترصد بها الشيطان للعبد .قال ابن القيم رحمه الله تعالى) العقبة السادسة وهي أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه وقل من يتنبه لهذا من الناس ) انتهى إذا علمت هذا فاعلم أن في مبادرتك بالنزول عند أول مسجد تشاهده عند الأذان مصالح كثيرة وأجور عظيمة منها :
1. الاقتداء بمنهج الأنبياء عليهم السلام في المسارعة إلى فعل الخيرات (( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات )) .
2. في مسارعتك بذهابك للمسجد امتثال لأمر الله وترغيبه في المسارعة إلى فعل الخيرات (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )
3. مجاهدة النفس على التبكير والمسارعة إلى فعل الخيرات يجعل ذلك على النفس أمرا ميسورا بعون الله تعالىوَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
4. في مداومتك وحرصك على المبادرة بالذهاب إلى المسجد عند سماع الأذان أو قرب وقت الصلاة دخولك في قوله صلى الله عليه وسلم (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.. وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ) متفق عليه …
5. في مسارعتك للنزول من السيارة عند الأذان قدوة لغيرك ممن كان معك من أصحابك أو سمع عنك وفي ذلك خير عظيم ((من سن سنة حسنة ...)) .
6. من أنفع الأساليب في تعظيم شأن الصلاة في نفوس الصغار إذا كانوا معك في السيارة فاحرص على زرع ذلك في قلوب أولادك بفعلك وقولك .عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه) رواه الخطيب البغدادي
7. في تعظيمك ومسارعتك في الذهاب إلى المسجد تعظيم لشعائر الله تعالى وحرماته (( ومن يعظم شعائر الله ..)) ((ومن يعظم حرمات الله ..)) .
8. إغاظة الشيطان في مسارعتك للخير قال تعالى ((إنما يريد الشيطان ان يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)) ومن صد الشيطان للعبد عن الصلاة والذكر تأخيره عن المبادرة إلى فعلها فإذا بادرت في الذهاب إلى المسجد فذلك من إغاظة الشيطان ورد كيده .
.9 في نزولك من سيارتك عند الأذان سلامة من العجلة في السير سواء في السيارة أو على قدميك . فلو قدر أنك ما زلت مستمرا في سيرك بعد الأذان فقد يزين لك الشيطان الاستبطاء في الوقوف حتى يقرب وقت الإقامة وأنت على غير وضوء فقد – وهذا هو الغالب – تزيد في السرعة ثم تنزل مسرعاً من السيارة ثم تتوضأ بعجل مع حساب وقت الانتظار إذا كانت دورات المياه مشغولة وقد تسرع في مشيك أثناء خروجك بعد الوضوء لدخول المسجد. عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:(ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ولا نزع عن شيء إلا شانه) أخرجه مسلم
10. سهولة الحصول على موقف لسيارتك وعند كون المسجد ملاصقاً للبيوت تسلم من الوقوف عند بيوت الناس لأن بعضهم يتأذّى من ذلك فعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) أخرجه الإمام أحمد وأيضا فبعض المتأخرين يوقف سيارته دون مراعاة مشاعر الآخرين وقد يكون بفعله مخالفا لقوله صلى الله عليه وسلم (أعطوا الطريق حقه ) متفق عليه من حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه .
11. قد يوجد عند المسجد أناس منشغلون عن أمر الصلاة فتتلطف بدعوتهم إلى الصلاة فتحظى بالأجر فعن أبن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله عليه وسلم: (من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله)
12. إذا نزلت من سيارتك عند دخول وقت الصلاة وأردت الوضوء فستكون أماكن الوضوء شبه خالية من الناس بخلاف ما لو تأخرت في النزول فقد – وهو الغالب – تكون دورات المياه مشغولة فيفوتك شيء من ركعات الصلاة .