آداب تعامل الزوجة مع الزوج10
آداب تعامل الزوجة مع الزوج10
من الآداب الزوجية: ألا تنقل المرأة أخبار ومشكلات نفسها مع زوجها إلى الآخرين، ليش؟ لأنها لباس، الله يقول: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة:187]، فإذا حصل أي إشكالية، من الأخطاء الشنيعة أن تنقلينها إلى خارج الأسرة؛ لأن معنى نقلها تصعيدها خلاص، حتى لأمك، إذا علمتِ أمك بها فإن أمك تبغض زوجك؛ لأنها ما ترضى أمك أنه يسيء إليك، والله يا أمي أنه يلعني والله أنه يضربني والله أنه يهينني، أو أبوك فيتخذون موقفاً يكرهونه، فإذا كرهوه كرههم وانعكس عليك، وليس بإمكان أبيك ولا أمك يضربونه ولا يسوون به شيئاً خلاص، والأسلم أن تسكتين .
وهناك قصة لامرأة صالحة حصل بينها وبين زوجها خلاف، وتطور الخلاف إلى الضرب وضربها على وجهها، وقامت تبكي، وفي تلك اللحظة جاء أبوها وأمها دقوا الجرس، ولما فتح زوجها الباب وإذا بهم: أهلاً اتفضلوا حياكم الله، قامت شافت أباها: الله يحييكم، مرحباً ألف، أراكِ تمسحين الدموع، أيش فيك تبكين؟ قالت: كنت أبكي عليكم مشتاقة، شوفوا ربي كيف جابكم لي، يوم اطلع الله على أني محتاجة لكم أبكي فارقتكم يا أهلي، وقعدت أبكي وأدعو الله أن الله يجيبكم، الحمد لله. ثم سلمت على أبيها وعلى أمها، وراحت المطبخ وسوت العشاء وسمروا. وزوجها طبعاً لما رأى هذا الموقف العظيم من هذه المرأة العظيمة تعشى وانتهوا ودّاهم، وبدل أن يرجع إلى البيت رجع إلى سوق الذهب واشترى لها هدية بعشرة آلاف ريال وجابها، قال: هذه لك، والله تستاهلين أكثر من هذا، أنت امرأة عظيمة. قالت: ايش تبغاني أسوي؟ لو أنه دخل عليك أبوي وأنا أبكي أيش فيك يا بنتي؟ تقول: ضربني يا أبوي. أيش بيسوي أبوي؟ بيضاربك. قال: نعم والله بيضاربني، ولو ضاربني وأنا أقدر منه لأنه ذا شاب وذاك شيبة قال: باضربه، وأضرب أمك معه، وأضربش، وأكمل المسألة كلها، فما دام المسألة مضاربة على شان إيه؟ على شان تصرف أحمق .
فالمرأة العاقلة لا تظهر شيئاً من الخلافات الزوجية، ولا تشكي على أحد إلا على الله، وتصبر على زوجها، فإن هذا أفضل لها في محاصرة المشاكل والقضاء عليها، أما تصعيدها وترويجها وإخبار الجار أو إخبار البنت ذيك وإخبار الأم وإخبار خلاص تتفاقم المشكلة ويصعب حلها بعد ذلك .
من محاضرة بعنوان ( أدب التعامل مع الزوج )
للشيخ الدكتور سعيد بن مسفر