آداب تعامل الزوجة مع الزوج12
آداب تعامل الزوجة مع الزوج12
آخر شيء من الآداب: ما هو الحل لو تزوج الزوج عليك؟
أولاً: نحن لا ندعو إلى أن يتزوج الأزواج على زوجاتهم، ونقول: من رزقه الله زوجة صالحة مؤمنة ودود ولود تحبه ويحبها، وتفي بمتطلباته فليحمد الله عليها، ولا يغير حياته، فإن الزواج بثانية نوع من الكلفة والمشقة والعذاب، ولا يكون أحدكم كذلك الذي تزوج بثنتين طلباً للسعادة فعاش قمة الشقاء، وقال في أبيات :
تزوجت اثنتين لفرط جهلي *** بما يشقى به زوج اثنتين
فقلت أصير بينهما خروفاً *** أنعم بين أكرم نعجتين
فصرت كنعجة تضحي وتمسي *** تعذب بين أسوأ ذئبتين
رضا هذه يسبب سخط هذه *** فلم أسلم من إحدى السخطتين
لهذه ليلة ولتلك أخرى *** عذاب دائم في الليلتين
نقول: أمسك زوجتك واحمد ربي عليها ولا تتزوج؛ لأن الزواج مشقة وكلفة .
ودافع الزواج في كثير من الحالات نزوة ما هناك أي غرض إلا نزوة، والنزوة تنتهي ويبقى آثار الزواج، وكما يقول ابن الجوزي: الرجل كالذئب يعقر الشاة وعينها على اللي تركض، وهي بتكفيه وتكفي عشرين ذئباً معه، لكن خلاص يبقى يبقر بطون الغنم، كذلك بعض الرجال زوجته تكفيه، ولكن مع هذا يطمح إلى غيرها، لكن قد يضطر الإنسان إلى الزواج لعلم هو الذي يقدره، ونحن لا ندخل بين الناس وبين أحوالهم الشخصية، ولا يجوز لك أنه إذا أحد تزوج أنك تلومه، ولا يجوز لك أنك تغريه .
وبعض الناس يتزوج من باب أن الرجاجيل سبوه في المجلس قالوا: أنت خائف من مرتك. فتصير مثل التحدي، تحدي على حساب مصلحة أسرة وزوجة ومشاعر إنسانة على شان ترضي رجاجيل بالفاضي، هذا من الجهل، وإذا أصبح للإنسان حالة هو الذي يقدرها وتزوج فإنه يطلب منه شرعاً أولاً الإنصاف والعدل، وعدم التنكر للزوجة القديمة، بل الانحناء عليها، والعطف عليها، ومحاولة تعويضها؛ لأنها خسرت نصفك، فيجب النصف الثاني يكون مملوءاً كامل لها، أما التنكر لها والاغترار بالجديدة وتركها وترك أولادها باعتبارها قديمة وأنت قديم حتى أنت، ما أنت جديد، هي كانت يوم من الأيام جديدة أنت اللي أفناها، ليش تتنكر لها؟ ليش ترفضها؟ ليش ترفض أولادها؟ أما تدري أن هذا ظلم!! لا تنخدع بجمال هذه الجديدة ولا جلستك معها، سوف يأتي يوم من الأيام تكون في القبر، وتأتي يوم القيامة وشقك مائل، وإذا اضطررت إلى الزواج فأولاً العدل والإنصاف والرعاية للحرمة القديمة .
ثانياً: على المرأة العاقلة أن ترضخ للأمر الواقع، وأن تستسلم للشرع، فإن الذي أباح الزواج هو الله، والله لو يعلم أن في الزواج ظلماً لما أباحه، ولكن ضعف الإيمان عند كثير من النساء، وأيضاً الاغترار بما يشاهدون في التمثيليات من جعل الزواج بالثانية جريمة، يعني: لو بعض النساء لو زنى زوجها تقول: ما هناك مانع. روح ازن لكن لا تتزوج .
وأذكر أن امرأة في مكة اتصلت بي وهي تبكي وتلوم نفسها تقول: يا شيخ! أنا مصيبتي مصيبة، أيش؟ قالت: حللت قبل أيام وقالوا لي عندي الإيدز، وأنا حامل وفي ولدي اللي في بطني إيدز، قلت: كيف؟ قالت: زوجي منذ سنوات يطالبني أنه يتزوج وعييت، وإزاء رفضي كان يسافر كل عطلة، ويروح يزني بره، وجاب معه الإيدز ونقله إليّ، ليتني خليته يتزوج يا شيخ! لكن بعد فوات الأوان .
فإذا الرجل أراد أن يتزوج ومن حاجة ماسة فعلى المرأة أنها تقبل بالأمر الواقع، وتتكيف معه من جديد، ولا تكن حمقاء كما يحصل لبعض النساء، فبعض النساء إذا تزوج عليها زوجها كرهت شريعة الله، فيصل بها الأمر إلى الكفر؛ لأن الله يقول:
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾[محمد:9]، والتي تكره التعدد كشريعة تكره ما أنزل الله، والله يقول: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[النساء:65]، وقد قضى الله بإباحة التعدد، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾[الأحزاب:36].
من محاضرة بعنوان ( أدب التعامل مع الزوج )
للشيخ الدكتور سعيد بن مسفر