آداب تعامل الزوجة مع الزوج13
آداب تعامل الزوجة مع الزوج13
قضى الله أن يبيح التعدد، فالمرأة إذا حصل تقول: الحمد لله حكم الله وشرع الله، ولا هناك شيء، يا سلام! هذه المرأة العاقلة، بعض النساء لا، لا ترضى، وبعضهم تذهب إلى السحرة وإلى الكهنة، وتجد من يستقبلها، ويطلب منها الآلاف المؤلفة ويعدونها قالوا: والله لا نخليه مثل اللبانة بفمك، خلاص نخليه يطلقها، فتذهب إلى الساحر فتخسر دينها أول شيء؛ لأنها إذا تعلمت السحر وعملت السحر كفرت. ثانياً: ينقلب السحر عليها؛ لأن السحر بغي، والله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾[يونس:23]، والذي يمكر بالآخرين، يقول الله: ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾[فاطر:43 ].
وقد شاهدنا حالات كثيرة نساء ذهبوا إلى الساحرات والسحرة يطلبون سحراً لأزواجهم فانقلب عليهم، وأصبح طلقها هي ورفضها؛ لأن هذه مسكينة مظلومة، ما لها ذنب، والزوجة الثانية ما لها ذنب، هي اللي جاء يأخذها، وهو ما جاءت تدق الباب عليه، مثلما جاءك جاءها أنتِ بنت الناس وهي بنت الناس وهو ولد الناس، فليش تزعلين وتقيمين الدنيا؟ خلاص تزوج تزوج، والمرأة العاقلة تنصرف إلى زوجها وإلى أولادها وإلى حياتها وإلى قيام الليل، وإلى صيام الاثنين والخميس، وإلى تعلم القرآن وحفظ القرآن، بل تفرح بعض الزوجات إذا تزوج زوجها، تقول: الله يفك فيها، فكت فيّ الزوج، مش مشكلة، تقعد في يوم لحالها اللي ما هو عندها تتعبد، وتتفرغ للذكر والعبادة والعمل الصالح .. على أولادها، وعينت من يقوم ببعض الجهد عنها، لكن بعض النساء أنانية تقول: لا. ما أقبل ما أبغى، ما يصلح .
أيضاً: بعض الزوجات ترتكب حماقة أخرى، وهي أن زوجها إذا تزوج انحرفت جنسياً، وقالت: والله ما دام دور له، والله سأدور لي فتقع في جريمة الزنا، فتدمر نفسها وحياتها في الدنيا والآخرة، والزنا كما هو معلوم أيها الإخوة من أعظم الفواحش، من زنى بامرأة في الدنيا كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة، وما عصي الله بذنب بعد الشرك أعظم من نطفة يضعها الرجل في فرج لا يحل له، ووالذي نفس محمد بيده إن ريح فروج الزناة ليؤذي أهل النار، فهذه حماقة لا العفة .
وبعض الزوجات ترتكب حماقة أخرى، وهي الإساءة إلى الزوجة الجديدة، فتتصل بها بالتلفونات وتسبسبها وتتهددها وتتوعدها: والله بقلقش، والله بسوي بش، والله ليش تأخذين زوجي والله. فيتأكد لدى الزوج طبعاً لما تشكي الزوجة الجديدة يجيء زوجها تقول: والله زوجتك اتصلت بي وتهددتني وتوعدتني، فتعمق في قلب الزوج أنه مصيب في الزواج، لكن بنت الرجال لا تحترم الجديدة وتقدرها وترحب بها وتكرمها وتهدي لها، وتعرف أنها جاءت بزوج ما جاءت كذا، وبالتالي تبقي على مكانتها في قلب زوجها وفي قلب قرينتها .
أيضاً من الأخطاء الشائعة التي ترتكبها بعض الزوجات إذا تزوج عليها زوجها: الإساءة إلى الزوج، والكراهية له، والانتقام منه، فماذا يحصل؟ يقتنع، يقول: والله أني مصيب ما دام وأني تزوجت، أنا على حق؛ لأن هذه جوه في تصرفاتها، طيب! والحل؟
وبعضهم ترتكب حماقة أكبر تقول: والله ما أقدر أقعد في بيته، ترجم بعواله وتروح، فتضيع زوجها وتضيع أولادها وتضيع بيتها وتضيع حياتها، وتعود تندم بعد هذا .
أجل المنطق العقلي الذي تلجأ إليه المرأة العاقلة أن ترضى بالأمر الواقع، وأن تنصرف إلى عبادة الله، وأن تكرم زوجها، وأن تنثني في طاعته وبره حتى تقنعه أنه غلطان في الزواج، ويمكن يترك الزوجة الثانية .
هذه أيها الإخوة وأيتها الأخوات! بعض الآداب في فن التعامل مع الأزواج .
وبإذن الله إذا قامت المرأة بحقوق زوجها، وقام الرجل بحقوق زوجته أن تسيطر السعادة على الأسرة، وإذا سيطرت السعادة على الأسرة نشأ الأولاد نشأة سوية بعيداً عن التعقيد النفسي؛ لأن الطفل إذا نشأ في أسرة مشحونة بالخلافات يحصل عنده تعقيد، ويحصل عنده فشل دراسي، وربما يحصل عنده جنوح مسلكي، وقد أجريت دراسة على مجموعة من نزلاء دور الملاحظة، ووجدوا أن معظم الذين جنحوا عن الخط الصحيح أنهم يعانون من اجتماعية في بيوتهم مع آبائهم وأمهاتهم .
من محاضرة بعنوان (أدب التعامل مع الزوج)
للشيخ الدكتور سعيد بن مسفر