آداب تعامل الزوجة مع الزوج3
آداب تعامل الزوجة مع الزوج3
من الأدب الشرعي: الطاعة، والطاعة المطلقة لدرجة أن تكونين كالأمة، هكذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث في المسند: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها»، شوفوا أربعة أشياء، طاعة الزوج تشكل ربع الطريق إلى الجنة، «قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ »
وطبعاً لا يبرز دور المرأة في الطاعة لزوجها إلا فيما لا تحب هي؛ لأن بعض الزوجات تطيع زوجها في الشيء اللي يوافقها، والشيء اللي ما يوافقها تقول: لا. لا ما أنتِ طائعة هنا، أصلاً بتطعينه غصب؛ لأنه شيء تحبينه، لكن متى تكونين طائعة؟ إذا أمرك بشيء أنتِ ما تبغينه، إلا في معصية الله، هنا حدود للطاعة، إذ «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، فإذا أمرك بشيء في معصية الله نقول: لا. مرفوض، لكن أي شيء ما فيه معصية أطيعيه، شئتِ أم أبيتِ، ليس إهانة لك؛ لأن بعض النساء عندها أنفة، عندها كبرياء ليه؟ والله ما أطيعه، والله ما أحني له أصبعاً، والله.. ولكن من أجل هو أن يطيعك، إذا أطعتيه أطاعك، لكن إذا عصيتيه عصاك، وإذا عصاك الزوج استخدم قوته، وعنده قوة أقوى منك، ويقدر يخرج من البيت ويخليك يومين ثلاثة وأنتِ مرصوصة، يريد أن يضرب يريد أن يطلق، لكن أنتِ أيش تسوين، فلا بد أن تطيعيه، ولذا الطاعة من قبلك لزوجك عامل مهم لك أنتِ، ولا تشعرين بأن هذا امتهان لشخصيتك، أو احتقار لكيانك، وهذا خطأ .
اتصلت بي إحدى الأخوات قبل فترة من المدينة تشكو عليّ من زوجها، وتقول: إنه كثير السهر خارج المنزل، وإنه يعاملها بعنف وقسوة، فسألتها بعض الأسئلة، قلت لها: أنتِ المخطئة. قالت: كيف تحكم عليّ غيابياً؟ قلت: من خلال كلامك، أتريدين أن زوجك يكون طيباً معك؟ قالت: إيه والله. قلت: جربي هذه الوصفة لمدة شهر بس وأخبريني بالنتيجة. قالت: ما هي؟ قلت: أولاً الطاعة المطلقة؛ أي شيء يقول لك قولي: طيب. أي شيء. إذا قال: نخرج نتمشى اليوم وأنتِ ما تبغين قولي: طيب! إذا قلتِ أنتِ: نخرج وهو قال: ما نبغى. قولي: طيب خلاص. نروح من السوق نجيب مقاضي. قال لك: لا. قولي: طيب. أي شيء قولي: طيب. وبعدين لا تناقشينه وتسألينه؛ لأن بعض النساء تقعد في البيت وإذا جاء بعلها، وبدأت بالتحقيق مثل الضابط مع العسكري: وين كنت؟ وين رحت؟ وأيش أخرك؟ وأيش جابك؟ وبعضهم يدخل البيت يتسلل، يفتح الباب بالشويش، ويجي يفتح غرفة النوم بالشويش، ويتلفت في العفريتة هي ذاهنة أو راقدة، فإن كأنها راقدة قال: الله يجعلها نومة أهل الكهف، وإن كأنها قائمة استعد للمصيبة، والوليل الذي يلقاه من هذه المرأة، بالله هذا كيف يحب هذه !
لكن إذا دخل اسكتي وقولي: حياك الله، الحمد لله على السلامة، عسى ما تعبت، عسى ما أخرك خلاف. لكن وين كنت؟ هيه إني أعرف وين كنت أنت، وتقوم تأخذ الجوال وتطالع فيه، أيش التحقيق هذا أنا مع امرأة أو مع ضابط يحقق معي؟ لا تسألينه عن أي سؤال، وجربي هذه الوصفة. جربت البنت، وبعد فترة اتصلت ما وجدتني في مكة، اتصلت بي على هاتفي في مكة، وبقيت مسكينة تتصل، وأخيراً وجدت رقم الهاتف الجوال وأنا في أبها تتصل، ولما كلمتها قالت: يا شيخ! فين أنت؟ قلت: أيش فيه خير إن شاء الله. قالت: والله إني شهر وأنا أدور لك. قلت: خير أيش فيه؟ قالت: أنا المرأة اللي كلمتك من المدينة. قلت: هلا أيش حصل؟ قالت: الله يجزاك عني خيراً يا شيخ! والله لقد أصبح زوجي مثل الخاتم في يدي، تقول: خلاص بطل سهرات، ليش الواحد يسهر بره؟ هروباً من النار في البيت .
لو الزوج يجد في البيت أنساً، ويجد بديلاً ما يروح يسهر، لكن يسهر مع من؟ يسهر مع شيطانه؟ لا. يخليها تقعد، لكن لو أنه يجد كل الليل في بيته من تملأ عليه قلبه وحياته أنساً وسروراً وحضوراً وطاعة وجمالاً ورائحة واستعداداً، ليش يروح يدور جلسات ناشفة، يجلس مع زوجته مع أم أولاده .
تقول: والله يا شيخ إن حتى حصة الفراغ - وهو مدرس- اللي هو فيها فارغ أنه يستأذن ويجي يفطر معي في البيت. قلت: ليش تدرين؟ قلت: لأنك طائعة. قالت: نعم طائعة، ولا أخالف له أمر بإذن الله .
من محاضرة بعنوان ( أدب التعامل مع الزوج )
للشيخ الدكتور سعيد بن مسفر