إهمال الحقوق

إهمال الحقوق

إهمال الحقوق 

السبب الثاني من أسباب وقوع المشاكل الزوجية: إهمال الحقوق.. فلا يقوم كل طرف بالحقوق الواجبة عليه تجاه الطرف الثاني؛ فيترتب على هذا فساد وخلل في التعامل، وإذا قام شخص بالحق وأعطاني إياه الحق كاملاً، أقوم أنا بأن أبادله فأعطيه الحق كاملاً، وبالتالي لا تقع أي مشكلة، لكن عندما تقصر المرأة في الحقوق الواجبة عليها تجاه زوجها، أو يقصر الرجل في القيام بالحقوق الواجبة عليه تجاه زوجته؛ يحصل الإشكال، وتحصل الأدوار المتباينة، هي تقصر في حق فيقصر هو في حق آخر، أو هو يقصر في حق فتعاقبه بأن تقصر في حقه، فإذا قصرت أو قصر هو تولدت الكراهية، وحصلت ردود الأفعال، وتصاعدت المشاكل، حتى تؤدي في النهاية إلى تدمير الأسرة بسبب إهمال الحقوق الزوجية التي يجب على كلٍ من الزوج والزوجة القيام بها . 

حقوق الزوجة على زوجها   

أولاً: العشرة بالمعروف: لأن الله أمر بهذا وقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19] لا يجوز لك - أيها المسلم- أن تعاشر هذه المرأة إلا بالمعروف، والمعروف: هو الذي يتفق مع مبادئ الشرع؛ من الكلمة الطيبة، والعبارة الطيبة، والبسمة الطيبة، والتعامل الطيب، والبحث عن أفضل ما عندك لزوجتك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) والذي ليس فيه خيرٌ لأهله ليس فيه خيرٌ للناس؛ لأن من الناس من تجده ذا ذوق وأخلاق وتعامل، وتجده اجتماعياً وطيباً مع الناس، لكن إذا دخل بيته خلع كل هذه الأخلاق عند الباب، ودخل شرساً سيء الخلق، حتى إن بعضهم لا يسلم على امرأته، وبعضهم لا يتكلم مع امرأته، ولا يأكل معها، وبعضهم عندما ينام في غرفة امرأته ينعزل، وهذا كله من سوء الخلق، ومن سوء العشرة، والله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19 ]. 

ثانياً: العدل معها: كما يجب أن تعدل مع نفسك يجب أن تعدل معها؛ لأن الله قال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )[البقرة:228] ما هي الدرجة؟ القوامة، المسئولية، جعل الله القوامة للرجل لا لأنه أفضل؛ ولكن لأنه أكمل وأقدر، وإلا فقد تكون بعض النساء أفضل عند الله من زوجها، لكن الذي يستحق أن يكون قائماً هو الرجل، للميزات التي ميزه الله سبحانه وتعالى، من القوة والصلابة والشجاعة والقدرة والمواجهة، والمرأة لا تصلح ولا تستطيع أن تعمل شيئاً، وقد تكون أفضل عند الله من الرجل بدينها وبإسلامها وبتمسكها بطاعة ربها، فدرجة القوامة مسئولية؛ لأن الحياة الزوجية في نظر الشرع شركة، ولا بد لكل شركة من مسئول ومدير، ومن المؤهل لأن يكون مديراً؟ الرجل؛ لأنه يحمي الأسرة ويدافع عنها، فلو كنت أنت وزوجتك في بيتكم ثم سمعتم خبطة أو شيئاً انفتح، فمن الذي يقوم ليرى؟ الزوج أم الزوجة؟ المرأة رأساً تذهب إلى أقصى غرفة، وتدعي زوجها وتقول: انظر من الذي خبط الباب، هناك شيء، لكن ما رأيكم لو ذهب هو وقال: اذهبي أنت وانظري، ستقول: أنت الرجل أم أنا؟ فالرجل له قوامة، وله قدرة، ولذا كان هو المسئول..( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)[البقرة:228] أي: القوامة والمسئولية . 

    المشكلات الزوجية.. أسبابها وعلاجها  

   للشيخ :  سعيد بن مسفر