الآثار المترتبة على سوء تعامل الزوجات مع الأزواج
الآثار المترتبة على سوء تعامل الزوجات مع الأزواج
يقع من بعض الزوجات تقصير وعدم مراعاة للآداب الشرعية وفنية التعامل مع الأزواج، ويترتب على ذلك انعدام الأمن النفسي في الحياة الزوجية، وأيضاً تسوء العشرة، ويصبح جو المنزل جواً مشحوناً بالبغضاء والشحناء والخلافات والمناقشات واللعن والشتائم، ويترتب على هذا كراهية تكره زوجها، ويترتب عليه كراهيتها، وبالتالي تنفر منه وينفر منها، وتخرج من بيته ويطلقها وتتحطم الحياة، والطلاق في حياة المرأة كسر، وكسر المرأة هو طلاقها، وليس الأمر بهين بسيط حتى تقول: والله الواحدة أنا بطلق وما يهمني، أنا سأتزوج واحدة ثانية لا، معنى الطلاق معناه هناك خلل في حياتك، والأزواج الذين يقدمون بعد ذلك يترددون كثيراً في قبول المرأة التي سبق أن طلقت، رغم أن بعض النساء لا ذنب لها في الطلاق، وإنما هو تصرف أحمق من قبل الزوج، فهذه ليس لها ذنب، لكننا نحمل المرأة في الغالب مسئولية وقوع الطلاق؛ لأن الرجل كما يقول المربون والعلماء: الرجل طفل كبير تجذبه بسمة، وتدفعه عبسة. فالطفل الصغير إذا شافك تعطي حلوى تجي، لكن لما تبدأ تطالع فيه تحنتر فيه كذا يشرد منك، كذلك الزوج طفل لكنه كبير عليه عقال ومعه غترة ومعه بشت، فإذا رأى بسمة من زوجته قرب منها، وإذا رأى منها عبوساً وتقطب جبين منها نفر منها .
ولذا المرأة الحضارية المرأة التي عندها فنية التعامل تستطيع أن تلعب بزوجها، وأن تجذبه بحسن التبعل، ولهذا جاء في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: ((ما رأيت كإحداكن أسلب لذي مخ أو لذي عقل)) .
وأحد السلف كان عنده قضية كبيرة، وجيء إليه من قبل عليه القوم يشفعون، فرد شفاعتهم فقالوا: ابحثوا في حل لهذه المشكلة، وأشار عليهم مشير قال: دوروا له عن طريق الحرمة، خلوها تشفع هي، وكانت هذه الزوجة زوجة عاقلة، وزوجة تعرف من أين تأتي بزوجها، فجاءته وأقنعته فاقتنع، وفي اليوم الثاني أصدر الأمر بأنه خلاص الأمر حل، وغضب الرجال الذين جاءوه والوجهاء والعظماء، وجاءوا إليه قالوا: نجيك ونشفع بلحانا ومكانتنا وتردنا، وتجيك المرأة وتطيعها، فقال لهم كلمة بيت من الشعر، يقول :
ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزراً ***مثل الشفيع الذي يأتيك عرياناً
شوفوا كيف العبارة، يقول: هذه شفيع لكن جاءتني مو شرط ، إنها تجي عارية، يعني: عارية متجردة لا، عارية من سوء الأدب، عارية من الأخلاق الرديئة، عارية من العصاية، عارية من الاستعلاء، عارية من التعالي عليه، جاءت وهي في وضع يقبله، ولهذا يطيعها .
ويقال في بعض المناطق: الشور تحت الضفائر، الشور يعني الرأي، من هو رأيه؟ رأي الرجال، وين هو؟ قال: تحت الضفيرة، تحت ضفيرة المرأة، المرأة العاقلة لا المرأة الهوجاء، المرأة الطائعة، المرأة التي أذعنت لزوجها، هذه تأخذ الحق كاملاً من زوجها، لكن المرأة العنيدة ، المرأة العاصية، المرأة المتمردة، المرأة الصفيقة الحمقاء هذه تأخذ شيئاً من زوجها؟ لا. ما يعطيها لا حق ولا باطل، بل يهينها ويرفضها ويطردها ولا يعايشها .
ولذا نقول للأخوات: حتى لا يتحطم هذا العش الذي تحرص عليه كل فتاة، وأمل كل بنت أنها تتزوج، وليس سهلاً أن تجدين كل يومٍ زوجاً، وأيضاً الدور البارز يبرز في الاحتفاظ بالزوج، نعم يمكن تتزوجين، لكن الصعوبة في الاحتفاظ به؛ لأنه كنز وغنيمة، فأمسكي هذا الكنز، واحرصي على هذا الكنز، ولا تضيعينه، فإذا ضاع منك صعب تجيبين غيره، وإن جبتِ غيره قد لا يكون مثله يمكن أسوأ منه، ويقولون في المثل: امسك قردك لا يجيك أقرد منه .
بعض النسوان تقول: لا ما هو زين، فتخليه و يجيها واحد أسلط منه، فتتمنى رائحة هذاك، والزوج والزوجة قسمة نصيب، وكل على نصيبه، فاقسم وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس .
واحذري أيتها الزوجة من تحطيم عشك الزوجي، وتشتيت شملك، وتشريد أبنائك، وأيضاً رفضك، ترجعين البيت عند أهلك، بدل ما كنتِ زوجة وامرأة رجال تصيرين مطلقة، ومعروف وضع المطلقة في مجتمعنا أنها مرفوضة، وبدل أن كنتي في بيتك ملكة كل شيء في إمرتك، بيتك عرش لك تتصرفين فيه كامل، تروحين عند الناس خادمة، حتى لو في بيت أمك وأبيك البيت ما هو بلك، البيت لأمك، وأنت ملحقة ما تسوين شيئاً إلا بأمر، فلم ترضى المرأة بهذا؟
كثير من النساء أيها الإخوة! لا يفكرون في هذا التفكير، ولا ينتبهون إلا بعد أن يقع الفأس بالرأس، فإذا تطلقت عودت تصيح وعودت تشكي، وعودت تتصل بزوجها، دور لك فتوى، روح للمشايخ تراني خلاص، نقول: قبل ذا الكلام اعملي على استبقاء حياتك الزوجية بهذه الآداب التي نضعها :
من محاضرة بعنوان ( أدب التعامل مع الزوج )
للشيخ | سعيد بن مسفر