الغرض من إسداء التوجيهات للزوجات

الغرض من إسداء التوجيهات للزوجات

الغرض من إسداء التوجيهات للزوجات 

 

أيها الأحبة! الحياة الزوجية تعتمد في حقيقتها على أسس وثوابت، أهمها الدين الصحيح، والعقل الرجيح مع صفاء الود وقوة الثقة، والشعور بالمسئولية وتحديد الهدف. هذه هي ثوابت نجاح الحياة الزوجية . 

وما يوجه للمرأة من توجيهات نابعة من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب عليها أن تعرف أن هذا من مصلحتها؛ لأن بعض النساء ترتكب حماقة إلى جانب حماقتها، فتعرض عن سماع مثل هذه المحاضرات، ظناً أن ما نقوله من أجل مصلحة الزوج، وهذا من الحماقة الكبرى . 

نحن نقول هذه التوجيهات للمرأة من مصلحتها؛ لأنها إذا قامت بحقوق زوجها حصلت على الحياة الكريمة معه، كما أوصت تلك المرأة ابنتها وهي تزفها ليلة عرسها تقول لها: كوني له أمة، يعني قينة، يكن لك عبداً؛ لأن الحياة هكذا قائمة على التعاون والتبادل، وبقدر ما تعطي بقدر ما تأخذ، فإذا أعطت المرأة لزوجها طاعة وبراً وتعاملاً حضارياً أعطاها كل ما عنده، لكن حينما تبخل هي بحقوقه يبخل بحقوقها، وتسوء العشرة ويحصل الاضطراب في الحياة الزوجية، تقول لابنتها: شوف الكلمات العظيمة، هذه تصلح أن تكون منهج حياة، وليت الأمهات يزودن بناتهن في أول الحياة الزوجية بمثل هذه التوجيهات . 

تقول لها: يا بنية! كوني له أمة يكن لك عبداً، بعض الأمهات بالعكس تقول: انتبهي توصيها من أول ليل تقول: لا ترضخين له، على شان بعدين يفخشق عليك، ويهينك، عزي نفسك من أول ليلة، فتأتي البنت وهي ملغمة بتعليمات فاسدة، فتفسد الحياة الزوجية لا . 

قالت: كوني له أمة يكن لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهاداً يكن لك عماداً، وأحفظي عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح. بعض الزوجات تشعر بأن الكلفة زالت بينها وبين زوجها، فتهمل كثيراً من القضايا التي تتعلق بها، إذا رآها في وضع كرهها . 

قالت: لا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمن منك إلا أطيب ريح . 

وبعدين قالت: واحفظي منامه وطعامه، فإن تأخير الطعام منهبة، وتنغيص المنام مغضبة . 

أيش التعليمات العظيمة، وبعدين قالت: أحفظي ماله وعياله وسره وأمانته. لو كل فتاة تزوجت بهذه التعليمات وعملت عليها لنجحت حياة كثير من الفتيات الزوجية . 

لذا أيها الإخوة! نقول لأخواتنا في الله: هذه التوجيهات الغرض منها مصلحتك أنت، وهي بمنزلة التطعيم الذي يتم تحصين الإنسان به ضد الأمراض، ألسنا الآن نطعم أبناءنا في المرحلة الأولى من حياتهم؛ تطعيم عند الولادة، وتطعيم في الشهر الثالث، وتطعيم في الشهر السادس، وتطعيم في الشهر التاسع، تطعيم بعد سنة، تطعيم بعد سنتين، بعد ثلاث سنوات أيش التطعيم هذا؟ أيش الغرض منه؟ تحصين الطفل على شان تجيء الأمراض تجد الولد غير قابل لها، كذلك الحياة الزوجية تحتاج إلى تحصين وتطعيم على شان تجيء المشاكل الزوجية تجد المرأة ضد هذه المشاكل، عندها تطعيم، عندها تحصين، وكذلك يجيء الزوج وإذا به مطعم بمثل ما سبق ذكره . 

طبعاً كان الكلام كله موجهاً للأزواج، حتى أنني تلقيت بعض المكالمات من بعض الإخوة يقولون: أنت قسوت علينا يا شيخ! أنت في صالح النساء، فقلت له: لا أنا لست في صالح النساء، ولست أيضاً في صالح الرجال، ولكنني في جانب الحق، وكل ما أوردته ، أوردته بدليل، وكونك لا يوافق هواك هذا لا يهمني ذلك، أنا أبين لك الحق على شان تعمل به، وإذا عندك أي اعتراض على ما ذكر وعندك دليل للنقاش أنا أقبل النقاش، أما لمجرد الهوى، ولمجرد أن هناك بعض النساء ربما يقول: بعض النساء أنت تصورت أن النساء كلهن ضعيفات، يقول: هناك بعض النساء قويات، يقول: هناك واحدة تضرب بعلها؛ لأن عندها حزاماً أسود، فقلت: هذه حالة نادرة، ما هناك امرأة تضرب بعلها في العموم والغالب، لكن هناك واحدة يمكن زوجها ضعيف، فهو دجاجة وجاء مع واحدة شيطانه، هذا لا عبرة له، والشاذ دائماً والنادر لا حجة فيه، والحجة دائماً في العموم وفي الأمر الغالب . 

 

من محاضرة بعنوان أدب التعامل مع الزوج  

 للشيخ الدكتور سعيد بن مسفر