المرأة والزواج
المرأة والزواج
هناك مشاكل تحصل في البيوت بين الأزواج وبين الزوجات ولها أسباب :
أولا الجهل : أعظم أسبابها: الجهل؛ رجل جاهل بحكم الشرع في التعامل، وهي أيضاً جاهلة فيحصل نتيجة الجهل المشاكل الكثيرة، ولو عرف كل إنسان الحقوق التي له والتي عليه، وقام بالتي عليه وطلب التي له لاستقامت الحياة .
ثانيا سوء التصرف : فقد يتصرف الرجل تصرفاً أهوج أو أحمق، ويؤدي هذا إلى مشاكل وتتصاعد حتى تؤدي إلى الطلاق، ولو أنه تصرف تصرفاً عاقلاً وهادئاً وموزوناً لم يحصل شيء، كذلك بعض النساء تتصرف تصرفات سيئة تثير زوجها، تراه في حالات الغضب فتتكلم معه، لا. إذا كان في حالات الغضب فاسكتي، بعضهم يكون غاضباً جداً فيقول: اسكتي وإلا طلقتك، قالت: طلقني، قال: اذهبي، ثم تعود لتستفتي، كثير من النساء الآن يستفتين تقول: طلقني زوجي- لماذا؟ - قالت: قلتُ: طلقني! - قلت: قد أعطاك ما كنت تطلبين. - قالت: أريد أن أعود فعندي أولاد. قلت: لماذا تطلبين الطلاق إذاً؟! هذا من سوء التصرف، لا. بل مفروض على المرأة إذا رأت زوجها غاضباً أن تسكت إلى أن يهدأ؛ لأن الغضب من الشيطان، وإذا رأته يريد أن يتكلم تحط يدها على فمه تمنعه؛ لأن المتضرر بالطلاق هو المرأة، فهو تدمير لحياتها .. تشتيت لشملها وأسرتها .. طرد لها من مملكتها، تذهب إلى بيت أبيها ثم تصبح هناك خادمة في البيت، فتصبح مطلقة مرفوضة في المجتمع لا أحد يريدها، فلماذا تسعى الواحدة إلى هذا الأمر، وتسعى إلى حتفها بظلفها وبلسانها، فسوء التصرف دائماً سبب من أسباب المشاكل الزوجية .
ثالثا التعالي والتعاظم : بعض الرجال يشعر بأنفة وعظمة أمام زوجته، وبعض النساء كذلك تشعر بعظمة أمام زوجها خصوصاً إذا كانت أعلى منه مؤهلاً، أو أكثر راتباً، أو أجمل شكلاً، أو أعلى نسباً، تشعر بأنها أفضل منه، لا. لا ينبغي أن يشعر أحد بأنه أفضل من الآخر، بل لا بد من التواضع والتراحم والمودة والرحمة كما ذكر الله سبحانه وتعالى .
رابعا سهر الزوج خارج البيت : وأيضاً من المشاكل الزوجية: سهر الرجل خارج البيت، وهذا من أعظم ما يؤلم المرأة، فإن المرأة تحتاج إلى من يسمر معها في بيتها ويؤنسها، وأكثر الرجال يضيع هذا الحق، فيقضي الليل من بعد المغرب إلى الفجر في البلوت وفي الورق، وزوجته مسكينة هناك، يضعها أمام خيارات صعبة، إما أن تعيش محرومة منه، أو أن تضطر أن تسهر على الحرام، مثلما سهر هو مع الزملاء، فتبحث لها عن زملاء!! لا. يا أخي الكريم! تزوجت فاترك السهرات، واجعل سهراتك مع امرأتك، ومع أولادك، إذا دعاك زملاؤك لتلعب فقل: لا. ما عندي لعب، عندي عمل ثانٍ؛ لأن السهر خارج المنزل منكر عظيم يؤدي إلى فضائح وإلى فجائع .
خامسا سوء الظن: وأيضاً من المشاكل: سوء الظن، رجل يسيء الظن بزوجته، وهي تسيء الظن به، وإذا نزعت الثقة من الزوجين فشلت الحياة الزوجية، يجب أن تبنى على الثقة بحيث يشعر زوجك أنك موثوقة، لا يجرب عليك كذبة ولا خيانة، حاولي أن تزرعي الثقة في قلبه، فزرعها يحتاج إلى وقت، لكن هدمها سهل، وكذلك أنت ازرع الثقة في قلبها، لا تجعل مكالمات تأتيك تخليها تسيء الظن، وأنت راجع بالسيارة سترى امرأة -مثلاً- فلا تلفت إليها؛ لأنها تسيء الظن بك، وتغضب الله سبحانه وتعالى، فراقب الله تعالى؛ لأنه كما أنت تريد أن عينها عليك وحدك، هي أيضاً تريد أن تبقى عينك عليها فقط، ولا يجوز لك أن تمدها إلى الحرام .
سادسا التدخل السيئ للأقارب : وأيضاً من المشاكل الزوجية ما يكون سببها: تدخل الأقارب.. الأم والأب.. أم الولد أو أبوه .. أم البنت أو أبوها، يتدخلون من أجل الحل فيزيدونها تصعيداً؛ لأن الأم حين تشكو إليها تقول: والله ضربني وقال لي وقال لي، قالت: أبوه هذا، والبنت ليست صادقة، البنت تعرف أنها إذا ذهبت البيت راح الضرب وراح الغضب وسمروا ورقدوا وانتهت، لكن تلك الأم يبقى الغضب في صدرها، فلا يجوز للبنت أن تشكي إلى أمها ولا إلى والدها، ولا يجوز للابن أن يشكو إلى أمه، وما به من زوجته، اجعل المشاكل بينكما فقط، وأي مشكلة تحصل بين الزوجين إذا خرجت من إطار الزوجين اشتعلت، لكن ما دام أنها داخل هذا الإطار .. لو ظل أسبوعاً غضبان وهي غضبانة فبعد الأسبوع ماذا يحدث؟ يتراضيا وتنتهي المشكلة، لكن إذا علمت أمها، تظل غاضبة سنتين، فلا تخبريها أبداً، ليس هناك داعٍ لبث المشاكل إلى خارج الأسرة .
من محاضرة (المرأة والزواج) الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر