التجسس والتحسس

التجسس والتحسس

التجسس والتحسس 

أصل التجسس تعرف الشيء عن طريق الجس أي الاختبار باليد . 

والتحسس هو تعرف الشيء عن طريق الحواس، ثم استعمل في البحث عن عيوب الناس . 

وقيل: إن الأولَ البحثُ عن العورات، والثاني الاستماعُ لحديث القوم . 

وقيل: إن الأول البحث عن بواطن الأمور، وأكثر ما يكون في الشر . 

والثاني ما يدرك بحاسة العين والأذن . 

وقيل: التجسس: تتبع العورات لأجل غيره، والتحسس تتبعها لنفسه 

والحاصل أن التجسس والتحسس خلقان مذمومان . 

فالواجب على المسلم أن يكتفي من إخوانه بالظاهر، وأن يَكِلَ الباطن على العليم الخبير . 

ومن صور التجسس و التحسس ما تجده عند بعض الناس، حيث يجلس في مكانٍ ما، لا يراه أحد من الجالسين فيه فيستمع ما يدور بينهم، إما للإيقاع بهم، وإما لإشباع فضوله وتطفله . 

ومن ذلك-أيضاً-أن يرخي الإنسان أذنه؛ لسماع حديثٍ بين اثنين يتناجيان في مجلسٍ ما . 

ومن ذلك أن يقف المرء وراء من يكتب شيئاً أو يقرؤه؛ ليطلع عليه . 

فيجب على المسلم أن يحذر التجسس والتحسس، وأن ينأى بنفسه عن هذه الأخلاق المرذولة والتي حرمها الله على عباده المؤمنين، ونهاهم عن فعلها والاتصاف بها . 

قال عز وجل: [ولا تجسسوا] (الحجرات: 12) 

وقال صلى الله عليه وسلم: (ولا تحسسوا ولا تجسسوا) 

أما إذا كان التجسس والتحسس طريقاً لدرء مفسدة عظيمة، أو جلب مصلحة كبيرة-فلا بأس في ذلك، كما لو علمنا بأن أناساً عزموا على ارتكاب جريمة قتل أو سرقة أو نحو ذلك، فتجسسنا عليهم لنحول بينهم وبين ما يشتهون-فلا حرج في ذلك، بل قد يجب على من يعنيه الأمر . 

 

 

  انظر الأدب النبوي ص173 وسوء الخلق للكاتب . 

 

 ([2])  رواه البخاري(7/88) ومسلم(2563) .