الزواج 4

وأما حقوق الزوج على امرأته فكثيرةٌ جليلة:  

وذلك لعظم حقه عليها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:{لو كنت آمراً أحـداً أن يسـجد لأحد لأمـرت المرأة أن تسجد لزوجها}. أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان .  

فمن حقوق الزوج على امرأته: طاعته في غير معصية الله، واستإذانه إن أرادت التطوع بالصوم، وأن لا تُدخل بيت الرجل في غيابه من ليس من المحارم، أو من يكره دخوله وإن كان من المحارم أو النساء. ومن حقه: أن لا تخرج من بيته إلا بأذنه؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله وغفر له-" لايحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه، ولا يحل لأحد أن يأخذها إليه ويحبسها عن زوجها، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزةً عاصيةً لله ورسوله، ومستحقةً للعقوبة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يحل لامرأة أن تأذن في في بيت زوجها وهو كاره، ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه أحداً}. أخرجه البيهقي.  

 ويجوز لها أن تشهد الصلاة في المسجد ولا يمنعها، ولكن بيتها خيرٌ لها. وعليها: أن تحفظ مال زوجها ولا تسرف فإنها راعية في بيت زوجها وماله، ومسئولة عن ذلك يوم القيامة. وعليها: أن تخدمه في الدار، وتعينه على أموره، ولا سيما إن كان مشتغلاً بالعلم، وإذا عجزت عن شيء فلا يكلفها فوق طاقتها وليعنها؛ لقول عائشة -رضي الله عنها-" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويخسف نعله ويصنع ما يصنع الرجل في أهله". أخرجه مسلم. وعليها:أن تشكر لزوجها حسن صنيعه إليها، وأن لا تجحد فضله؛ فإن ذلك مدعاة لسخط الله جل وعلا؛ فقد روى عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:{لا ينـظر الله إلى امرأة لا تشكــر لزوجها وهي لا تستغني عنه}. أخرجه النسائي في الكبرى. ومشهورٌ أن أكثر أهل النار النساء؛ لكفرانهن العشير وكثرة اللعن، فلتحذر المؤمنة من كثرة الشكوى وإيذاء الزوج؛ فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:{ لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحــــــور العين: لا تؤذيه قاتلكِ الله؛ فإنما هو عندكِ دخيلٌ يوشك أن يفارقك إلينا}. أخرجه الإمام أحمد في مسنده .  

 

جزء من مقال بعنوان الزواج