الزواج 5
وأما حقوق الزوجة فكثيرةٌ:
منها: أن يكون عوناً لها على طاعة الله؛ فيعلمها التوحيد والعبادات، و يكفها عن الشرك والبدع والمحرمات. ومنها: أن يغار عليها ويحفظها ويبعدها عن مواطن الرِيَب. وليس معنى الغيرة أن يسيء الظن بها، ويتخوَّنها ليلاً ليطلب عثراتها؛ فإن ذلك منهيٌ عنه ومن حقها: أن يحسن عشرتها ويلبي حاجتها بالمعروف، وأن يرفق بها وينفق عليها وعلى أولادها، ولا يبخل ولا يقـتِّـر عليهم. وعليها أيضاً: أن لا ترهقه من أمره عسراً؛ فقد روى ابن خزيمة في كتاب التوحيد من حديث أبي سعيد الخُدري-رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{إن أول ما هلك بنو إسرائيل أنّ امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب والصيغ}-أو قال-{من الصيغة ما تكلف امرأة الغني}. والحديث في السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني.
ومهما يكن من غضب الزوجة فلا تطلب الطلاق من زوجها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من غير{أيما امرأة سئلـت زوجـهــا الطلاق ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة}. أخرجه أبو داود، وصححه ابن حبان. وعلى أولياء الزوجة أن يتقوا الله جل وعلا،وأن يرشدوا ابنتهم ويحثوها على طاعة الزوج ومعاشرته بالحسنى والصبر وأن لا يتدخلوا في ما لا يعنيهم؛ فقد قال عمر –رضي الله عنه- في وصيته ونصيحته لابنته حفصة-زوج النبي صلى الله عليه وسلم" أي حفصة؛ أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل! قالت: نعم، فقال-رضي الله عنه- قد خبتِ وخسرت؛ أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فتهـلكي! لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تراجعيه في شيء، وسليني ما بدا لكِ". متفق عليه .
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزء من مقال بعنوان الزواج