اتركوني أختار
اتركوني أختار
************
والدي الغالي،،،
كم كنت أشعر بالغبطة والسعادة عندما كنت أستمع إلى حديث سيدات العائلة – الكبيرات في السن- عندما كانوا يخبرونني بأنني محظوظة لأنني ولدت في زمن "التقدم والتطور" حيث أصبحت فرص التعليم ميسرة لنا ويمكننا الاستمرار في تحصيلنا العلمي حتى المرحلة الجامعية وأكثر..كما يمكننا قيادة السيارة والخروج مع الصديقات... وهذه الأمور كانت مستحيلة في زمنهم... حيث أن العادات والتقاليد كانت تمنع تمتعهم بمثل هذه الأمور... وكنت أعقب عليهم وأمازحهم بأنني أحمد الله أنني ولدت في هذا الزمن وليس في زمنهم!
لكنني اليوم يا أبي أجد نفسي ممنوعة من اتخاذ القرار في أمر ربما هو الأهم في حياتي وهو قرار الارتباط "بشريك حياتي".. حيث كانت صدمتي كبيرة عندما أخبرتني والدتي العزيزة بأنّك يا أبي قد وافقت على زواجي من أحد أبناء عمي دون أن تعرف رأيي بهذا الموضوع!!.... هل الأعراف والتقاليد طغت على مبادئ ديننا الحنيف الذي يعطيني الحق في إبداء رأيي في هذا الموضوع... أو ليست الموافقة تكون بعد أن تسنح لي الفرصة لرؤية زوج المستقبل والجلوس معه ومحاورته؟! أرجوك يا أبي.. أرجو أن تعيد النظر في قرارك وأعطني الفرصة كي أختار.
همسة...
بالرغم من أننا في القرن الواحد والعشرين وبالرغم من التطور في جوانب كثيرة إلا أننا ما زلنا نرى مثل هذه الحالات... وهو زواج البنت دون أخذ رأيها.… نعم… نحترم العادات والتقاليد… لكن عندما تتناقض وديننا الحنيف فهنا يجب أن نقف كي نضعها في حدودها!