مناهج الإصلاح 2

مناهج الإصلاح 2

مناهج الإصلاح 2 

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله  أما بعد: 

 فلما كان من سنة الله أن الحق والباطل في صراع دائم، وكان النِّزال بينهما سجالاً أفراداً وجماعات ، قام أنصار الحق ودعاته وشمروا عن ساعد الجد وأخلصوا النصح لمجتمعاتهم، وفي المقابل قام دعاة البدع وأنصارها برفع ألوية المعارضة والمجادلة بالباطل، ناهيك عن سواد العامة الذين لا يقبلون في ترك بدعهم صرفاً ولا عدلاً ولقد شهد التاريخ – بل تشرف التاريخ – بأن يكون بين دفتيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أئمة جبال، لما رأوا أن مجتمعاتهم قد توغّلت فيها سهام البدع والانحراف العقدي، قاموا مقام الناصح الأمين، والنذير العريان، فجاهدوا بألسنتهم وسيوفهم وأقلامهم، فأوضحوا الحق بجلاء، وكشفوا عوّار البدع وزيفها ، فقامت عليهم الدهماء من العامة، يحركهم في ذلك ويقودهم أنصار البدع وأئمتها .ومع تلك المعارضات الغوغائية والجموع المتكاثرة من دعاة الباطل وأنصاره، كان دعاة السنة بالمرصاد لجميع ذلك ، كان العالم بالسنة يُمثّل أمةً مستقلة، فأقام الله بهم الحق ، ورفع بهم راية السنة، وخرِست ألسنة البدعة والمبتدعة ومن الأمثلة على ذلك موقف: الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – في محنته المشهورة، وكيف تكالبت عليه الجموع، إلاَّ أن ذلك كله كان كسراب بقيعة ، وكانت العاقبة للتقوى .وعلى شاكلة الإمام أحمد قام غير واحد من أئمة السنة بإشهار سلاح العلم والدليل في وجوه المبتدعة، فكُبت أولئك المبتدعة ، كما كبت الذين من قبلهم، قـال تعـالى  { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } الحجر: ٨٤    وإن من أئمة السنة الأبرار، الذي قاموا بجهود عظيمة في نصرة السنة والدفاع عنها، ومجاهدة البدعة والمبتدعة : شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى - ومع هذا كله لم يفتر أهل الضلال، بل استماتوا في نشر بدعتهم ، حتى إذا ما استعاد الباطل نشاطه، وظهر أنصارهُ ، قيَّض الله تعالى لهذا الدين في هذه الجزيرة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى - .قام – رحمه الله تعالى – يدعو إلى تجريد التوحيد مما علق به من الشوائب الحسية والمعنوية، فنفعه الله تعالى ونفع به ، ولا نزال نجني ثمار دعوته إلى هذه الساعة، - رحمه الله تعالى وأجزل مثواه - .ومن أئمة السنة المتأخرين في هذه الجزيرة الذين رحلوا عن هذه الدنيا: الإمامان الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين – رحمهما الله تعالى - .ومن علماء السنة من خارج هذه الجزيرة الإمام المحدث بل محدث الإسلام الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - .اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل