وجود المشكلات في الحياة الزوجية
وجود المشكلات في الحياة الزوجية
احذري أيتها المرأة من أن تظني أن الحياة الزوجية جنة خالية من المشاكل والخلافات، فإن هذا وهم، والمشاكل لا بد منها حتى أفضل البيوت، وأكرم الأسر وهو بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحصل فيه إشكالات، لكن الذي في أذهان كثير من البنات بناءً على ما يرون من المسلسلات والتمثيلات الخيالية الفاضية ذي أن الحياة أنها كلها نعيم، وما فيه مشاكل، فإذا وجدت مشكلة أصيبت بعقدة نفسية، وبدأت تلوم نفسها وتندب حظها، وأنا ما لقيت حظي، لا لا، لقيتِ حظك، واحمدي ربك، وكونه حصل مشكلة المشكلة يبحث فيها وتحل، إنما تبغين حياة زوجية ما فيها مشاكل، هذه ما هي موجودة في الدنيا، هذه موجودة في الجنة، اللي يبغى حياة زوجية بلا مشاكل يعمل صالحاً من الرجال ومن النساء ويلقى زوجة صالحة في الجنة ويلقى زوجاً صالحاً في الجنة، أما الدنيا فإنها مجبولة عن الكدر، وعن المشاكل، ولا بد فيها من المنغصات .
حدث يوماً من الأيام أن حصل خلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها وأرضاها أم المؤمنين حب رسول الله، فاستدعى والدها أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فلما جاء وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتكلم استعجلت عائشة قالت: «أقسم عليك يا رسول الله! ألا تقول إلا الحق» سبحان الله! وهل يقول رسول الله غير الحق؟!! لكن شوفوا النساء وعجلة النساء، فغضب أبوها، وقام ولطمها، قالت: «يا عدوة نفسها، أو يقول رسول الله غير الحق؟!!» حتى تطلبين تحلفين بالله أنه يقول الحق، فلما لطمها أبوها قامت ولاذت بظهر النبي صلى الله عليه وسلم يمنعها من أبيها، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر! ما لهذا دعوناك»، يقول: ما جبناك على شان تضربها، نحن جبناك على شان تصحح المشكلة، وهذا من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وأدبه في تعامله مع زوجاته .
فلا تتوقعي أيها الأخت! أن الحياة الزوجية أن ما فيها مشاكل لا بد مشكلة، وكما قلنا من قبل: المشاكل في الحياة الزوجية مثل الملح في الطعام، والطعام بدون ملح سامج، والحياة الزوجية بدون مشاكل سامجة، وتصور أنك أنت وزوجتك مستقيمين أسبوع أسبوعين، وبقيت مشكلة وزعلت شوية وزعلت شوية، وبعدين تراضيتم، الله ما أحسن ذيك الليلة حقة الرضا تجديد، تجديد للحياة .
ولهذا بعض السلف كان إذا استقامت حياته مرة ولا هناك مشاكل ما يسوي مشكلة أيش يسوي؟ يسافر، أيش بك تسافر؟ يقول: أبغى أغيب يومين على شان تشتاق زوجتي إليّ، وأشتاق إليها، فيأتي من السفر يجدها في غاية الشوق إليه، ويجد نفسه في غاية التطلع والرغبة فيها، حتى يجري تغيير للحياة؛ لأن الحياة إذا بقيت على وتيرة واحدة أسنت مثل الماء الراكد، لكن هذه المشاكل تحدث رجة في الماء فتتغير طبيعة الماء عن طريقه، لكن يجب أن تكون مشاكل محدودة ما هي رجة تقلب المسألة .
فأحياناً تكون المشكلة عنيفة تهز الأسرة وتهدمها، لكن مشكلة بسيطة لا تفتعلها أنت، ولا تفتعلها المرأة، لكنها ستحدث غصباً عنك وغصباً عنها نظراً للاحتكاك الحياتي بين الزوج والزوجة، لم يكن هناك تطابق مائة بالمائة بين الزوجين مستحيل، ما هناك زوج وزوجة مائة بالمائة متطابقين، لا بد هناك أوجه خلاف يسمونها فروقاً فردية، وهذه الفروق الفردية هي اللي تجعل هناك مشاكل، وأيضاً الزمن كفيل بإيجاد مثل هذا التطابق، ولذا لا تحكمين على الزوج من أول أسبوع ولا أول شهر ولا أول سنة، أعطه فرصة، وعامل الزمن عامل مهم في عملية التوافق والانسجام بين الزوجين؛ لأن بعض البنات تنكر على زوجها من أول ما دخلت عليه، تنكر عليه طريقة أكله، أو تنكر عليه طريقة النوم، أو تنكر عليه الشخير في النوم، أو تنكر عليه أي تصرف، فتحصل عندها ردة نفس أنه أيش هذا؟ نقول: اصبري عليه، وبعد أسبوع ما عاد ترقدين إلا على شخيره، وإذا ما سمعت شخيراً ما يجيكِ نوم، أنتِ كنتِ تنامين قدام على مخدة ما معاك أحد، وما هناك شخير، الآن تعودي شوية مثل المكيفات، ذلحين إذا ما هناك مكيف ما يرقدوا، وبعضهم يشغل المكيف حتى في البرد، أيش بك؟ قال: والله ما يجيني النوم إلا على صوت، ليش؟ أخذ على هذا الأمر، فقضية الزمن وعامله مهم جداً في إيجاد التقارب النفسي والالتحام الزوجي بين الزوج وبين زوجته .
من محاضرة بعنوان (أدب التعامل مع الزوج)
الشيخ: سعيد بن مسفر