وصايا أم لابنتها المقبلة على الزواج

وصايا أم لابنتها المقبلة على الزواج

وصايا أم لابنتها المقبلة على الزواج 

زفت امرأة من نساء العرب ابنتها إلى زوجها، وأوصتها في ليلة العرس وقالت: يا ابنتي! لو أن أحداً يستغني عن الرجال بأبيه لكنت أغنى الناس بأبيك -لأنها بنت رجل- ولكن للرجال خلق النساء وللنساء خلق الرجال، لا تريد المرأة إلا زوجها، لو جلست في بيت أهلها ثلاثين سنة كأنها غريبة كأنها على جمر، إلى أن يأتي فارس أحلامها وتذهب معه، فما تعيش المرأة إلا مع زوج، ثم قالت لها: يا بنيتي! إني أوصيك بوصايا فحفظيها عني تسعدي في حياتك: كوني له أمةً يكن لك عبداً، كوني له أمة يعني: قينة، فالقينة عند سيدها أي شيء يقول لها، فتقول له: حاضر سيدي، كذلك الزوجة عند زوجها مثل القينة، ماذا يصير هو بعد ذلك؟ يكن لك عبداً، عندما تطيعينه مرة ومرتين وعشراً وثلاثين ويعرف منك هذه الطاعة فإنه يستحي أن يكون سيئاً معك، فلا بد من أن يكون طيباً، يطيعك مثلما أطعتيه ويعطيك ما تطلبينه؟ لأن المبادرة منك أنت. 

 كنت قبل فترة في الصيف الماضي في أبها، واتصلت بي امرأة من المدينة تشكو عليَّ من زوجها وقسوته وسوء معاملته، فسألتها عن تصرفاتها، فوجدت أنها هي السيئة، فقلت لها: الخطأ منك، قالت: هذه طبيعتك؛ لأنك ضد النساء، فأنت تحملنا دائماً الخطأ، قلت: ومن أنتِ حتى أحملك، أنا لا أعرفك يا بنت الحلال ولا أعرف زوجك، لكن أنا ناصح مخلص لك، أنا أعطيك وصفة استخدميها لمدة شهر، وبعد شهر أخبريني بالنتيجة وسوف نرى من المخطئ أنا أو أنتِ، قالت: هات، قلت: من الآن من حين يدخل لا تسأليه أين كنت؟ لأنها كانت تقول له كلما دخل: أين كنت؟ وتمكث تحقق معه نصف ساعة مثل الضابط مع العسكري، فيقول: أنا أدخل بيتاً أو أدخل سجناً. 

 بعد ذلك أي شيء يأتي به من السوق ولو يأتي بتراب، فيعطيك إياه قولي: (الله يوفقك)، (الله يعطف عليك)، (الله يملأ يدك)، عظمي الذي يأتي به؛ لأن بعض النساء لو تأتي لها بالهلال قالت: إنك لا تحسن أن تشتري، إنك دائماً لا تشتري إلا الرخيص، فيقول بعد ذلك: والله لا أشتري لها شيئاً، لكن عندما تشتري لها شيئاً رديئاً وتأتي به وتقول: (الله يوفقك)، فسيذهب ويشتري لها أفضل؛ لأنه يجد تقديراً لهذا العمل.فقلت: أولاً إذا أتى لك ولو يأتي بالتراب قولي: طيب جيداً، وأي أمر يوجهه إليك قولي: حسناً، أي شيء ولو يقول: أمسي واقفة ولا تنامي، قولي: حاضر، لا يسمع منك كلمة لا، وبعد شهر أخبريني، قالت: حاضر. وبدأ الصيف في أبها، وبحثت بعد شهر في مكة، وبحثت عن التلفون الذي اتصلت به فلم تجده، وأخيراً تسأل حتى وجدت الهاتف النقال، واتصلت بي وأنا في أبها ، قالت: إني أخبرتك قبل أشهر من المدينة وبعد شهر اتصلت بك يا شيخ في مكة لكن ما وجدت تلفونك وأخذت رقمك من المركز الدعوي والإرشاد في المدينة ، قلت: خير إن شاء الله ماذا الذي حصل؟ 

 قالت: الله يجزيك عني خيراً، قلت: ماذا الذي حصل؟ قالت: والله إن زوجي الآن صار مثل اللبانة في فمي، ومثل الخاتم في يدي، أشكله كما أريد، بماذا؟ قالت: بتوصياتك، صرت طائعة وصار أطوع مني، وصرت طيبة وصار أطيب مني، تقول: حتى البيت ما كان يحب البيت يدخل في غرفة لوحده، الآن تقول: إذا عنده حصة فراغ وهو مدرس تقول، حصة فراغ (45 دقيقة)، يخرج ويركب السيارة ويذهب إلى البيت يقضيها مع زوجته حصة الفراغ فكيف بطول اليوم تقول: لا يخرج، لماذا؟ لأنه وجد السكن. فبعض النساء تقول: زوجي يسهر، وزوجي يذهب مع رفقائه، زوجك أعانه الله يهرب منك، ولكن لو أنك طيبة والله لا يتخذ له رفيقاً فأنت الرفيق وأنت الصاحب وأنت الحبيب، لماذا؟ 

 إذا صرت أنت طيبة، إنما إذا دخل ونظر إلى المشاكل من حين أن يدخل، وهي تتلفت فيه، ماذا بك تأخرت؟ لقد شغلك رفاقك عنا إنك تروح وتذهب، ولا تأتي بشيء، دائماً يداك خاليتان، أين العشاء؟ اذهب واشتر العشاء من السوق! هل تصلح هذه الزوجة؟ فيذهب ليبحث عن رفقائه ويهرب منها ولا يأتي إلا آخر الليل، إذا علم أن زوجته قد نامت، دخل بهدوء من أجل ألا تصحو فتقوم تشتمه من حين تعلم أنه جاء، فهذه تحول البيت إلى جحيم -والعياذ بالله- فهذه المرأة قالت لي: جزاك الله خيراً، والله أنا اتبعت وصيتك ونجحت نجاحاً كبيراً، قلت: الحمد لله.لقد قالت المرأة لبنتها: (كوني له أمةً يكن لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهاداً يكن لك عمادا، ثم قالت: واحفظي عني عشر خصال: 

 الصحبة بالقناعة -ليس هناك طمع، فإن المرأة إذا طمعت في زوجها وفي أمواله يكرهها؛ لأنه يعتبرها عدوة، فاقبلي ما جاء به إن أتى بعشرة أو إن أتى بألف فاقبليه- الصحبة بالقناعة، والمعاشرة له بالسمع والطاعة ) فهاتان اثنتان، والتفقد لموضع عينه وأنفه فلا يرى منك قبيحاً، ولا يشم منك إلا أطيب ريح؛ لأن الزوج يؤذيه المنظر القبيح ويؤذيه أيضاً الريح القبيح، يريد أن يشم المرأة وكأنها مزهرة أو كأنها ريحانة، لكن بعض النساء ريحهن منتنة إذا جاءت عندك هربت من ريحتها - والعياذ بالله- البصل والثوم والوساخات في رأسها، فإذا جاءت تريد أن تخرج لبست من أجل أن تذهب للحفل أو تذهب لحفلة الزواج، فلا بد من الاستعداد أقل شيء نصف ساعة قبل أن يأتي من عمله هذه النصف الساعة للزوج استعداد: 

 ملابس جديدة، رائحة جديدة، منظر جميل، فمن حين أن يدخل الباب يشاهد المرأة أمامه هنا ينسى الدنيا كلها، لكن بعضهم إذا نظر إليها أخلعته من حين ينظر إلى جبهتها - والعياذ بالله- (التفقد لموضع عينه وأنفه) هاتان اثنتان، (وحفظ طعامه ومنامه، فإن تأخير الطعام ملهبة، وتنغيص المنام مغضبة)، فإن الرجل إذا جاء من العمل وطعامه ليس موجوداً التهب؛ لأنه جائع يريد الطعام، فالمرأة الصالحة من حين أن تسمع صوت زوجها يدخل عليها فإذا السفرة مفروشة أمامه فلا يقعد إلا وهي تضع أمامه الطعام، أما تلك فلا يسمع منها إلا صرير القدر إن الطعام لم ينضج بعد؛ لأنها نائمة حتى الساعة الواحدة، وقامت الساعة الثانية تطبخ. وكذلك تنغيص النوم مغضبة، فالرجل إذا نام يحتاج إلى الهدوء، فأين يهدأ؟ يأخذ له شقة أو يذهب إلى الفندق أو يذهب إلى المقهى، ليس معه إلا بيته، وبيته سكن اسمه سكن، لكن بعض النساء لا ترعى هذا الجانب، وتظل تصيح على أولادها وتترك وتخلي أولادها يصيحون، وتقبضهم وتضربهم. 

 ولكن إذا نام فخذي أولادك واذهبي إلى أبعد مكان واقعدي معهم، واعرضي نفسك عليه قبل أن ينام: أجلس معك أو أذهب؟ إن قال: اجلسي فاجلسي، وإن قال: اذهبي فاذهبي، لكن بعض النساء إذا قال: اذهبي، غضبت وقالت: تطردني والله لا أبدو عليك، وبعضهم يقول: تعالي نامي، فإذا قال: تعالي نامي، قالت: إني مشغولة، إذاً لماذا تعرضي؟! فهذه مسألة تنغيص، إن الحياة الزوجية فن، التعامل فن، يحتاج إلى امرأة ذكية، إن الرجل في يد المرأة تستطيع أن تشكله كما تريد، فالمبادرة من عند المرأة، ولهذا بدأنا هذه الليلة بأخطاء المرأة.بعد ذلك عليك بمراعاة عياله وحفظ ماله، ولا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، هذه عشر وصايا، لا تفشي له سراً؛ لأن المرأة مستودع لسر الرجل، وهي لباس فلا تحاولي أن تنشري أي سر من أسراره، فإذا أخبرت الناس بسده فقد هتكت نفسك وهتكت سر زوجك . 

تنبيهات على أخطاء بعض الزوجات 

 للشيخ / سعيد بن مسفر