توجيهات لسعادة الأخت المسلمة 6
توجيهات لسعادة الأخت المسلمة6
البر بأم الزوج
يحدث أحياناً أن تكون والدة الزوج موجودة وعلى قيد الحياة، وهنا يجب أن يكون دورك -أيتها الأخت المسلمة- بارزاً في حب هذه المرأة وخدمتها؛ لأنها سبب في إيجاد هذا الزوج، فلولا المرأة هذه ما جاء الولد هذا الذي أنتِ زوجته، فهي صاحبة فضل عليك، فلا تثيريها بل تحملي غلظتها، واصفحي عن أخطائها، ولا تشكيها إلى زوجك؛ لأنه لا يقدر على أن يفعل شيئاً تجاه أمه، والشكوى منها تعقد المشكلة، وتثير الفتن، وتؤدي إلى إقلاق الزوج، وإزعاجه، ووضعه في خيارات صعبة: إما التضحية بأمه، أو التضحية بك أنتِ، فحاولي امتصاص المشاكل بالصبر، والقضاء على المشاكل في مهدها، وعدم تصعيدها وترويجها، واعلمي أن أم الزوج ضيفة عليك، وسترحل عنكِ قريباً، وأنه ليس بالإمكان استبدالها بأفضل منها، ليس هناك معرض للأمهات تطلب منه واحدة جيدة! ما معك إلا هذه، وإنك في مستقبل الأيام ستكونين أماً وسيصبح لك ولد وله زوجة، فعاملي أم زوجك اليوم بما تحبين أن تعاملك به زوجة ولدك غداً .
الإحسان إلى الزوج قبل غيره
أختي المسلمة: هناك غطاء يجلل حياتك الزوجية ينبغي أن تحرصي عليه وألا تدمريه، هذا الغطاء هو: الحب.. المودة.. الرحمة التي يجب أن تزرعيها في قلبك لزوجك، وفي قلب زوجك لكِ؛ لأنها ثمرة الزواج، يقول الله عز وجل: ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21] والمودة والرحمة والحب: إكسير الحياة الزوجية، وطعمها ولذتها، والحياة الزوجية بغير حبٍ، وبغير مودة ولا رحمة حياةٌ باهتة لا طعم فيها ولا لذة، وبالتالي لا سكن فيها ولا رحمة ولا ارتياح، بل قلق، واضطراب، ومشاكل، وقد تقولين: كيف أستطيع أن أكسب زوجي؟ وكيف أفرض عليه أن يحبني وأن يحترمني؟
هذا دورك وهذا اختصاصك بتقديم أفضل خدمة له، وبالطاعة المطلقة له إلا في معصية الله، وبمراعاة حالته وعدم إرهاقه، وبالقيام بالحقوق الواجبة له، وبالابتسامة في وجهه، وبالصفح والعفو عن زلاته، وعدم محاسبته على كل صغير وكبير من أمره؛ لأن كثرة العتاب والمحاسبة توجب النفرة والكراهية وتحمل على هذا .
واعلمي -أيتها الأخت المسلمة- أن تقييم المرأة يتم عن طريق زوجها وعلاقتها به، وليس عن طريق علاقتها بأهلها أو جيرانها، فإذا كانت صالحة طائعة لزوجها فهي طيبة عند كل الناس، وهي موضع احترام الجميع، أما إذا كانت سيئة مع زوجها فهي سيئة في نظر الناس، وموضع ازدراء عند الآخرين .. لماذا؟ لأن العلاقة الزوجية هي المحك الصحيح الذي يكشف أخلاقيات المرأة، أما بقية العلاقات فهي مجاملات فقط، وعلاقات منافع ومصالح لا تكشف عن معدن المرأة ولا عن أخلاقياتها .
تّذّكُّر لقاء الله والدار الآخرة
أخيراً -أيها الأخت في الله- استشعري دائماً ضعفك وحاجتك إلى الله، وتذكري أن هذه الدنيا زائلة، وأن حياتها إلى موت، وعافيتها إلى سقم، وشبابها إلى هرم، وقصورها إلى قبور، ونورها إلى ظلمات، وتصوري وضعك وأنت على فراش الموت، واحتياجك إلى عملٍ صالح ينفعك بين يدي الله، ويساعدك على النجاة من أهوال يوم القيامة، فتوبي -أختي المسلمة- إلى الله، وابدئي صفحةً جديدةً مع الله، واعلمي أنك ميتةً مهما عشت، وأنك ستجدين عملك الذي قدمتيه بين يديك وأمامك، فإن خيراً فخير وإن شراً فشر: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً [آل عمران:30 ].
واعلمي أن كسبك لك وحدك، فإن كسبت خيراً فلك، وإن كسبت شراً فعليك، وهناك لا تنفع المعاذير، ولا تقبل الحجج، ولا تعاد الفرص: يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر:52] إنها فرصة واحدة، إنها حياة واحدة فلا تتركيها تضيع، فتندمي أشد الندم يوم لا ينفع الندم ..!!