LaraMag

collapse
Home / إضاءات تربوية / الانتماء والولاء للطفل

الانتماء والولاء للطفل

2024-04-29  إبراهيم الخليفي

 

الانتماء والولاء للطفل 

إن الانتماء يعني أن يقوم الطفل بإعطاء الولاء لمن حقق حاجاته، وسبب له النفع، وأتى له بالأمن والمحبة والتقدير، وجلب له الحرية، ولم يجبره على فعل شيء، بل عرض عليه وطلب منه الاختيار، وكذلك كانت الأجواء التي يجلس معه فيها خالية من النقد أو التقصير أو الإشعار باللوم والتقصير، فعندما يشعر الطفل بهذا الجو سيمكث ويندمج مع والديه.

أما عندما يفقد هذا الجو وتنتفي المصلحة من ذلك الانتماء، فإن الولد سيبحث بالضرورة عن انتماء جديد. معنى ذلك هو : أن على الوالدين أن يستمرا في تلقف الحاجات وإشباعها، وأن يستمرا في إدهاش الابن لئلا يفقدا بريقهما، أو جاذبيتهما ويستمرا في جذب الولد إليهما حتى يضمنا دوام انتمائه إليهما. فهناك أسر تنجح، في إدامة الانتماء وسموه. ذلك لأنها تحوّل حاجة الولد من حاجة نفعية مادية إلى حاجة عالية وسامية.

وقد حصل أن زرت مع مجموعة من الطلبة ومشرفيهم ماليزيا في صيف عام 2005، وحبسنا في مطار جزيرة (لنجاوي) بسبب بعض الطواريء التي أربكت حركة الطيران في تلك الفترة. وقدر لي أن أحتك بأولئك الطلاب في ذلك الظرف المربك وأن أطلع على طبائعهم ونوعياتهم كيف تسفر تحت ضغط ضيق المكان وانتظار المجهول. فوجدت عجبا!. لقد وجدت نتاج البيوت يظهر في الأزمات. ورأيت تباين الأخلاق والأمزجة والقابلية للتحمل. رايت الشهم المتعاون الذي يريد أن يكون جزءا من حل ما كنا فيه من أزمة عن طريق التعاون والتزويد بالأفكار البناءة واستيعاب الآخرين. وكان بذلك مشابها لوالده الذي أعرفه حق المعرفة. فكأنما يقول لنا سلوكه أنه إنما نُشيء على حب نموذج والديه والتزم بما درباه عليه. ورأيت الأناني المتبرم الهش الانفعال الذي سبب لنا مشكلات وأعاق تخطيطنا وصار مادة المراعاة والنقد أحينا بسبب مزاجيته وقلة صبره. ورأيت فيه وأنا أعرف والديه مخالفة صارخة لما نشيء عليه. فكأنما سلوكه يفصح عدم التأثر بنموذجيهما بل هو ينأى عنهما كل النأي.

 




2024-04-29  إبراهيم الخليفي